المصدر : جريدة اليوم السابع 13/1/2022
كتب – محمود مقبول
مدينة أخميم أو كما يطلق عليها "مانشستر ما قبل التاريخ"، أو بلد الـ 10 آلاف نول.. قلعة من قلاع صناعة المنسوجات منذ عهد الفراعنة حتى هذه اللحظة.. فعلى مر العصور لا يكاد منزل يخلو من نول ولا يوجد صوت بتلك المنازل كان يعلو عن صوت الأنوال، هذه الأنوال صنعت قديما أكفان ملوك الفراعنة، ومن بعدها صنعت كسوة الكعبة المشرفة، والآن تصنع الكوفرتات ومفارش الأسرة، والشال الرجالى والشال الحريمى.
صناعة النسيج اليدوى، واحدة من الصناعات التراثية التى اهتمت بها الدولة والتى ينادى الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية لإحياء تلك الحرف وإقامة معارض كبرى لها، تلك المعارض ساهمت بشكل كبير فى إعادة الحياة لتلك الحرف التراثية ذات الطابع الخاص والتى تعبر عن الهوية المصرية.
الحرفة رغم عراقتها ورغم تاريخها الطويل، مرت بالعديد من محطات التوقف لأسباب عدة، فى مقدمتها التمويل ووجود الأيدى العاملة المدربة ذات المهارة وعزوف الشباب من الأجيال الجدية فى ممارسة تلك الحرفة التراثية، وذلك لقلة العائد وعدم وجود أماكن لتصريف تلك المنتجات، خاصة مع جائحة كورونا التى تسببت فى توقف عشرات الأنوال المستخدمة فى صناعة النسيج.
الحكومة من جانبها لم تترك تلك المهنة فى مواجهة العقبات بل أنها سعت جاهدة للحفاظ عليها من خلال إنشاء قرية لصناعة النسيج بحى الكوثر ، والتى ضمت العديد من النوالين من أجل الحفاظ على المهنة من الإنقراض، وهذا ما تبناه شيخ النساجين عبدالصبور هريدى، والذى ظل النول الخاص به بلا توقف حتى الآن، سافر العديد من الدول للترويج لتلك المنتجات، شارك فى معرض التراث بحضور الرئيس السيسى ، علم أولاده الحرفة ويقوم بتدريب العديد من الشباب على كل الأعمال.